“وفاءً للكتاب، تكريماً للكاتب”…حفل تكريم شعراء من أسرة دار ناريمان للنشر

 

كتب الشاعر والاعلامي مردوك الشامي:

الكتاب بخير ، طالما هناك ملائكة يحرسونه بالعمل والقلوب.
ناريمان علوش في سابقة إعلامية كرمت ثلاثين كاتبا نشرت لهم دارها

 

غالبية الجهات الرسمية في عالمنا العربي تكرّم السياسيين والتجار والسماسرة ، وأثرياء الحروب ، وأحيانا أهل الفن والراقصات ومروجي الحشيش الكبار المختبئين تحت عمائم الخير والتقوى وقبب البرلمانات..
وقلما نجد جهة مسؤولة تكرم الكاتب ، او الشاعر أو حتى الكتاب..
وإذا قامت جهة غير تابعة لمواقع المسؤولية بسابقة في تكريم الكتاب والكاتب ، واستنجدت بتلك الجهات السالفة الذكر من اجل الدعم والرعاية ، فلن تجد سوى الاستهتار والرفض ، أليس الكاتب هو الحلقة الأضعف في زمن الأميات المثقفة بشهادات الدكتوراه الفخرية ، ومناصب السفارات المزعومة ، والإجازات الجامعية المشكوك بصلاحيتها؟..
هو كذلك ، لكن ثمة من يحاول ، وثمة من يؤمن ، وثمة من يقدر أبناء الحبر في زمن بلا مرجعيات أبوية أكيدة على الإطلاق.
وما فعلته الشاعرة والناشرة ناريمان علوش ليل الخميس الثامن من آب على مسرح بلدية الجديدة ، خير دليل على أن الحبر لا يزال بخير ، وأن هناك من يعاكس تيار الانحلال بهدف تقويم انحرافات نهر الضياع العظيم.
ثلاثون كاتبة وكاتب ، نشرت دار ناريمان للطباعة والنشر نتاجهم خلال عامين على تأسيسها ، كتاب مكرسون ولهم إصدارات سابقة ، وكتاب كانت الدار مهد مولودهم الأول ، والنتاج تنوع بين الشعر والقصة والرواية وأدب الطفل ، بين الموزون والمنثور ، وفي طبعات أنيقة تنم على حرص علوش على كتابها وكتبهم.
ربما استغرب البعض أن بطاقة الدعوة حملت أسماء رعاة لا ينتمون للثقافة ومواقع الاختصاص ، رعاة هي عبارة عن “مولات كبرى، ومحلات تجارية” ، هذا عظيم في ظل غياب الراعي المتخصص ، وهذا عظيم حين ترعى جهات غير متخصصة الكتاب والكاتب لتنمو لديها ذائقة الاهتمام بنتاج الحبر..
ويوم يصل الكتاب لأن يعرض ويباع في المولات الكبرى فهذا دليل عافية ، هو غذاء كذلك كما بقية المأكولات التي تعرض هناك والملابس وحاجيات المنزل ، أليس غذاء للروح ، ولباسا للقلب والمشاعر ، وحاجة ضرورية لكي يشعر الانسان بالفارق بينه وبين الفراغ؟
ناريمان علوش بجهود فردية تماما ، حققت ما تعجز عنه المؤسسات الرسمية ودور النشر الكبرى …
وأنا اشهد لها أنها فعلت وحققت ما لم تقدم عليه وتحققه دور نشر عمرها الزمني يتجاوز عمر دار ناريمان بأجيال.. فغالبا ما تسيطر العقلية التجارية على الناشرين .. ناريمان علوش ، وقد خبرتها ووعايشتها وتابعت ماتقدمه على كل صعيد خلال المرحلة الماضية ومنذ افتتحت دارها ، هي شاعرة في التعامل مع الجميع ، لا يهمها الربح ، ولا تسأل عن الخسارة ، يكفيها أن تفرح وترى الفرحة في عيون كتابها ، وهذا انتصارها العظيم.
ليلة تكريم الكتاب الثلاثين كانت رائعة حاشدة بالإلفة والمحبة ، الرائعة كلود صوما كانت فراشة زاهية براقة ومشعة على منبر التقديم ، والعميد الدكتور محمد توفيق أبو علي قدم قلبه ونبضه ،وكلمة المكرمين تلاها الشاعر إبراهيم عودة بكل محبة وبهاء ، ناريمان علوش كما في كل إطلالة لها ، كانت حديقة بياض وشاعرية وأحاسيس طيبة.
كرمت كتابها الثلاثين ، قدمت لهم الدروع ، واجتمعت معهم حول قالب الحلوى ، وتقاسم الجميع مائدة الأمل بأن الكتاب سيبقى بخير ، طالما هناك ملائكة يحرسونه بالعمل والقلوب.

الصور بعدسة الصديق المخرج المسرحي يوسف رقة والصديقة الناشطة الثقافية إكمال سيف الدين

المساهمون في تقديم الجوائز:

قاروط مول، كارفور، sorelle fashion، salon rafic youness, la sera couture

شكراً بلدية الجديدة.