د. عماد فغالي في قراءة نقدية لقصيدة “سيدة اللغات” لناريمان علوش

عذراءُ.. سيّدةُ اللغاتِ
نقيّةٌ كالدّهشةِ البيضاء
في صدرِ الكنايةِ
إنْ تغمّدَها الرجاءْ..

عربيّةٌ ..
وقميصُ حرفي
يرتدي جسَدَ المجازِ
ويقتفي المعنى
ويمسحُ عن جبين غيابه
عرَقَ الفصولِ
ويحملُ الأيامَ بين ضلوعِهِ

وعلى أصابعه
يعُدُّ الحزنَ
في تنهيدةِ النجوى
وتسبيحِ الدعاءْ

والشِّعرُ تتبعُهُ الغوايةُ
كي توسوسَ
في ضميرِ جنونهِ
فتمرُّ في بالِ القصيدةِ
رغبةٌ
كالضوءِ في حلم المساء..

ونبيّةُ الإلهامِ
تلبسُ سرَّها
وتذوب كالهذَيانِ
في قلق النوايا
تختفي
بين احتمالات المعاني
واقتباسات الضياء..

عذراءُ.. سيّدةُ اللّغاتِ..
بتولُ..
لا فُضَّت عروبتُها
ولا قُدّت عباءتُها
ولا انطفأت مشاعلُها
ستبقى..
في عرينِ بيانها
عذراء.. سيدة الوفاء

ريحانة الشعراء.. ..
مدّي نبتة الشّعر الأصيلة في دمي
كي تزهرَ الجيناتُ في عِرقي
نبوّةَ شاعر
تحيي
أساطيرَ الغناء..

عروسٌ، العربيّةُ!

عربيّةٌ معجم العروسِ مخدعُها. عذراءُ نقيّةٌ، قميصُها الغوايةُ ارتداءُ الجسد شعرًا، لا قالبًا، بل نبّوةَ إلهامٍ “تلبسُ سرَّها وتذوب كالهذَيانِ”…
عربيّةٌ، هلمّي يا جميلتي “لا فُضَّت عروبتُها ولا قُدّت عباءتُها ولا انطفأت مشاعلُها”…
بتولٌ عربيّتي، تبقَين في عرينكِ خصبة البيان مَعانياتٍ ساميات.. وحيُكِ الشعرُ مرسلةَ الجمالِ قشيبةَ الصورةِ الضوئيّة، قمّةَ الأدب…
سيّدةَ اللغات أسمتها ناريمان. صدقتْ. لغةُ الإبداعِ، رقيّ الفكر، “تحيي أساطيرَ الغناء”. تدعوها الشاعرة، أن “مدّي نبتة الشعر الأصيلة في دمي”… فتستقي من نبعتِها ارتواءَ عروقها الشاعريّةِ “اقتباسات الضياء”.
“عذراء… سيّدة اللغات”، أميرةٌ في بَلاط جينات الشاعرة، تدفق دنانيرَ درٍّ، لم تخفَ عليها، فملّكتْها ذاتها الشعرَ،

وانحنتْ تلملمُ حبّاتِ عقيقٍ، لا يروق لأقلّ من عروسٍ في قيمتها التزيّنُ به…!!
ناريمانُ عذراؤكِ “ريحانةُ الشعراء”، فوحُها القصيدةُ صورةُ نفسكِ الألِقة ترسم حروفًا تسودُ بالجمال، وتجملُ بأنوثةٍ حليّها ارتقاء!!