د. محمد توفيق أبو علي: الوجع الأخضر يزهر ياسمينًا في أمّ المدائن

بينما يقف القارئ أمام عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر د. محمد توفيق أبو علي “عروة يقرأ وِرد الياسمين” ، والذي يحمل العديد من التلميحات والمعاني والمجازات كان لنا هذا الحوار  مع الشاعر  عبر موقع دار ناريمان للنشر حاملين له شغف القارئ وأسئلته التي أجاب عنها منطلقًا من سبب اختياره العنوان:

” في عنوان الديوان محاولة لاستثمار رمز نضاليّ مضيء في التّراث العربيّ، هو عروة بن الورد، حكيم الصّعاليك، وصاحب الروّية الإنسانية؛ وقد  حاولت توظيفه في الشّعر والحكايات والخواطر، بوصفه الصورة الأنقى للثّوّار الحقيقيّن في حركة17ت؛ والعنوان نفسه، من قصيدة في الديوان، وفيها أنّ عروة يقرأ ورد الياسمين لبيروت التي أسميتها بأمّ المدائن”.

أماّ عن سؤالنا حول صورة الغلاف التي تحمل الكثير من التناقضات… الدخان، الياسمين، الموت، البقاء والكثير  من الرؤى المخبوءة باللون، وعن أيّهما يغلب في النظرة الأوّلية للغلاف، النظرة التشاؤمية أم الشعور بالتفاؤل والأمل؟
يجيب د. أبو علي:

“بالنسبة لصورة الغلاف، فهي ببساطة ترمز الى الوجع الأخضر، أي الوجع الذي لا يوقع في اليأس والقنوط، بل يبقى متّحدًا بالأمل والرّجاء؛ وأظنّ أنَ الدار قد وفّقت أيّما توفيق، بهذا الغلاف الذي يمثّل على نحو ما رسالة الدّيوان”.

 

أمّا عن الظروف التي يتسابق فيها الناس لالتقاط أنفاس الحياة ومقاومة الموت والمرض وعمّا إذا كان الشعر لا يزال ملاذَ المتعبين وملجأهم؟ يقول د. محمد توفيق أبو علي:

” عندي أنّ الشّعر كوّة من الجمال، تتسلّل منها  أنوار تعين كلّ ذي ذائقة على تلمّس درب من دروب السّكينة؛ وفي هذا السّياق، فإنّني مع مصطلح شفافية الغموض في النّسق الشّعريّ؛ لأنّ الشّعر الذي “تفهمه”من أوّل قراءة ليس بشعر؛ والشّعر الذي لا يهزّ في روحك وترًا ما من أول قراءة، فهو أيضًا ليس بشعر؛ على الشّعر أن يبتعد من كونه أحجية، وكذلك يجب أن يبتعد من كونه خطابًا محضًا”.

بعد توجّه الشاعر إلى نشر ديوانيه الأخيرين إلكترونيًّا سألناه عن سبب هذه الخطوة وعمّا إذا كانت ضريبةً لما نمر به من أزمات، أم أنّه يعتبرها الوسيلة الأسرع والأسهل والأقل تكلفة والأقرب إلى القارئ في زمن أصبح فيه الهاتف النافذة  التي يُطل منها الناس إلى الضوء والحياة؟

”  النّشر الالكترونيّ فسحة تبيح لنا نشر نتاجنا بكلفة زهيدة، قياسًا إلى كلفة النّشر الورقيّ؛ فضلًا عن أنّه يبيح إيصال هذا النتاج بطريقة آمنة في زمن الكورونا؛ وهنا فإنّني-باعتزاز بالغ-اوجّه الشكر، بلا مجاملة أو نفاق الى الشّاعرة المبدعة ناريمان علّوش التي تعتني بهذا النّشر اعتناء بعيدًا من هاجس الرّبح المادّي”.

في ختام لقائنا الإلكتروني بالشاعر العميد د. محمد توفيق أبو علي وجّه كلمته وأمنيته للقارئ:
” أريد من هذا الدّيوان أن يكون كوّة من الجمال، تزرع عند المتلّقي الطّمأنينة والفرح؛ وآمل أن أكون قد قدّمت عملًا يليق بعرق المتعبين، وأحلام الصّادقين!

من دار ناريمان للنشر تمنياتنا للشاعر بدوام التألّق والمزيد من الإصدارات التي ترتقي بالحرف إلى عالم من الدهشة والياسمين.

ناريمان علوش