يمكن للحب أن يحيا، ويمكن له أن يموت، تمامًا مثل زهرة يطمرها الثلج فتكابد أنفاسها الأخيرة، حينها ربما تنحسر الغيوم فتسطع الشمس وتشهق الزهرة بالحياة، وإن لم يحدث ذلك ستنسحب إلى عالم الأبدية وتصبح ذكرى يمكن أن تستقر، ويمكن أن تمر وتتلاشى كأنها لم تكن. في هذه الرواية حبٌ بدأ صغيرًا وكبر مع الأيام لكن ثلج آدم، وثلج الحروب، وثلج الذاكرة كان ثقيلًا؛ إذ ظلت “ناريمان علوش” تكنسه بكلماتها الجميلة لتفسح لكم دربًا إلى الحكاية وما وراءها؛ فكتبت بشغف فطري لتجنب من يتتبع أثر القلم في هذه الصفحات أكبر قدر من الوجع، فالرواية- أي رواية-لا تقدم حلولًا لكنها تطلق أسئلة ربما تجدون إجابات لها تصبح بين أيديكم مصابيح تنير عتمة الدرب فتصلون رأس الجبل حيث الأيائل هناك وقد عرفت معنى الحب ولذته العالية.
(زواج قاصر) حكاية حب أركانها أناس أصابوا وأخطأوا، أحبوا، وخانوا، لكنهم في النهاية أبناء آدم وحواء الذين أغرتهم التفاحة فواجهوا رياح الشقاء.-
جلال برجس
شاعر وروائي أردني