يُقال إن العقل السليم في الجسم السليم أي أن صحة العقل هي نتيجة لسلامة الجسد وعافيته لذلك يدعونك إلى التمارين الرياضية والمشي والركض والسباحة و.. هذا صحيح ولكن، أجد أن القول الأصح هو: الجسم السليم يغذّيه عقلٌ أفكارُه سليمة، يعني أن الجسد ما هو إلا مرآة لما يولّده العقل من أفكار وسلوكيات وأسلوب فعل.
حتى المرض هو نتيجة اسلوب تفكير ملوّث فغالبا ما ينسب الطبيب معظم الأمراض الجسدية التي تصيبنا إلى الزعل او التوتر او الضغط النفسي… وفي الحقيقة جميع الأمراض حتى الحوادث هي نتيجة لأسلوب تفكير خاطئ.
جميعنا نتعرض لحوادث وكوارث و مواقف نسأل انفسنا فيها : لماذا نحن؟ لما هذا الوقت بالذات وفي هذه اللحظة؟
سأعطي مثالا تجربة كنت قد مررت بها في حياتي علّمتني الكثير:
حين ولد طفلي الوحيد الذي كنت أنتظره لسنوات، قال لي الطبيب إنه لا أمل في أن يعيش وإنه لا داعي لدفع الأموال والمحاولة فالأمل مفقود نهائيا. وحين رايت طفلي وجدت جرحا في خاصرته كان نتيجة عملية أجراها الطبيب له، تذكّرت حينها مشهدا على شاشة التلفاز كنت قد شاهدته في مرحلة الحمل وكان مشهدا مؤلما لطفل لديه جرح كبير في خاصرته فلم أحتمل رؤيته، اشحت نظري عنه وتالمت من صميم روحي.
قسوة المشهد لم تترك بصمتها في مخيلتي فحسب، بل على خاصرة إبني أيضا لان مشاعري حينها ولّدت صورا ترافقها مشاعر قوية سلبية فتحولت إلى
حقيقة وواقع. وهذا ما يفسّر قانون (الوحام) الذي يوشم اشتهاء الحامل على جلد جنينها.
أدركت حينها قوة الفكرة والشعور فاستخدمتهما معا في إعادة صياغة القدر ليكونا مادة دسمة في دعائي، وهذا ما يميّز الدعاء الصادق عن غيره وما يجعله يصل بسرعة الضوء إلى الله ويدعمه الإيمان والإرادة.
أن تكون لديك موهبة التخيّل وعاطفة جياشة سيف ذو حدين لذلك علينا أن نتقن رسم افكارنا بحرفيّة، فغالبا ما كانت تتحوّل كتاباتي إلى لعنة تلاحقني ولم أكن أعلم أنني من بثّ الروح في اشباحها.
اليوم أدرس ليس خطواتي فحسب، بل أفكاري وعواطفي ومشاعري وكلماتي لأنها الخطى الواثقة التي تحدد مصيري.
#فكّر_صح
ناريمان علوش