حتى الصباح صار غاليًا، وقهوته المرّة الحلوة تحوّلت إلى أغنية مالحة…

ربّما ما يمرّ به لبنان اليوم هو من أصعب الأزمات التي تشقّق كعب تاريخه وتلقي بالناس من علوّ آمالهم وأحلامهم إلى سابع يأس وإحباط.
لم نعُد قادرين على شراء الفرح، حتى الصباح صار غاليًا وقهوته المرّة الحلوة تحوّلت إلى أغنية مالحة، والمسافة بين البحر والجبل صارت أطولَ من سورٍ عظيم وأقربَ إلى الجحيم من اختناق الريح في حنجرة عصفور جريح.
كلُّ هذا وما زلنا نفتح في قمصان الأيام عروات البدايات ونخيّط الفكرة في قماش الحكاية.
كل هذا وما زالت فيروز تطحن اليأس في نبع حنوّها وما زال الشعراء يكسرون أوجاعهم على عتبة بيت القصيد.
لذلك كلُّ ما سأحمله لكم اليوم في إيجابيّات محاولاتي هو بعض الأقوال التي تستند خيباتنا على أكتافها فلربما نقتفي نجاح من اعتنقوها:
يقول “هو وارن بافت” أشهر مستثمر أمريكى فى بورصة نيويورك، والذي اعتبر في عام  2008 الرجل الأغنى فى العالم بثروة 40 مليار دولار:
“لا تختبر عمق النهر بكلتا القدمين”  أي لا تغامر في كل ما تملك واحفظ دائما خطوة لتتكّئ عليها إن خانتك الأرض.
“إذااشتريت شيئا لا تحتاجه  فقريبا سيتحتم عليك بيع شيئ تحتاجه.
كونوا حريصين  وواعين دائما للنفقات وتأكدوا  من حاجتكم للأشياء قبل شرائها.
وفى الادخار يقول : لا تدخر ما يتبقى بعد الإنفاق، بل انفق ما يتبقى بعد الادخار”…
ربما كان الإدخار اشبه بمعجزة اليوم في واقعنا اللبناني ولكن، فلنؤمن انه لا  يوجد شيء إسمه المستحيل.

قبل بدء الأزمة لم نتوقع يومًا أننا  سنفتح أعيننا لنجد كلّ هذا السواد، وما علينا الآن هو أن نتخطّى  هذه المساحات المعتمة ونبحث عن أي بصيص للحياة لنصل إلى برّها سالمين. المهم أن لا نشعر باليأس والإحباط ولا نخسر الشغف الذي يمدّنا بالوقود لنستمر.
#غيّر_واقعك

ناريمان علّوش