نحن لا نموت حين نفقد الحياة،بل حين نفقد الحلم والأمل…

 

لماذا الطيبون غالبًا ما يكونون متعبين؟
سؤال نطرحه على أنفسنا دائمًا لاعتقادنا أن الاشخاص الأنقياء والطيبين غالبا ما يكونون متعبين أكثر من غيرهم ويواجهون التحديات والمتاعب والحظ السيئ بشكل دائم، لماذا؟
في الحقيقة ما تمنحنا إياه الحياة ليس له أيّة علاقة بطباعنا، الأمر لا يحتاج إلّا للمعرفة، معرفة كيف تعمل قوانين الحياة.

روبرت أنتوني يقول: النهر يستمر بالتدفق ولايأبه لمشاعر من يقفون على ضفافه، أكانت مشاعر حزن أم فرح، أكانوا ضعفاء أم أقوياء، سيئين أم طيبين، فلن يتوقف عندهم ليطبطب على أوجاعهم ولا ليسكب لهم الحب في الجرار، وهكذا هي الحياة.
لن تنال في الحياة أكثر ممّا انت جاهز لأخذه، فمثلا إذا ذهبت إلى النهر حاملا ملعقة سترجع بما استوعبته تلك الملعقة أما إذا أخذت معك دلوًا فستغرف على قدر استيعابه. كن جاهزا دوما لتلقي الكثير وتوقع الأكثر.

نحن لا نموت عندما نفقد الحياة، نحن نموت حين نفقد الأمل والحلم. ولا تستسلم لاعتقاد أنّ الخيبة تأتي حين نعلّي سقف توقعاتنا، فقد ابتدع الفاشلون ذلك المعتقد لتبرير كسلهم وتقصيرهم، ما يجب عليك فعله هو أن توجّه تلك التوقعات نحو نفسك وليس الآخرين
وحدك القادر على منح ذاتك كل ما تحتاجه وتتمناه والشيء الوحيد الذي يمنعك من تحقيقه هو اعتقادك بأنك لا تستطيع. الفرص ستأتيك حتمًا حين تؤمن أنها بحاجة إليك. أغلب الفرص التي حصلت عليها في حياتي كنت اعتقد أنها وليدة الصدفة وغالبا ما كانت تأتي حين أتوقف عن البحث عنها إلى ان اكتشفت الحقيقة، ألا وهي أنَّ تشبُّعَ عقلي الباطن بالفكرة واقتناعه برغبتي في الحصول على ما اسعى إليه دفعه للعمل على جذبها إليّ، لذلك علينا أن ننتبه جيّدا لما نردّده في دواخلنا من رغبات وأمنيات وأن نتأكّد من أنّها خير لنا قبل استسلام أفكارنا لها.
اليوم لم نعُد نتوقّع شيئا من الوطن بعد أن غرق في خيبته ولكن، علينا أن نبحث عن طوق الحياة في دواخلنا قبل أن تبتلعه العتمة.

ناريمان علوش