للمراهقات فقط…

إلى كل فتاة في مطلع أنوثتها…
هل تعلمين لماذا اكتب إليكِ الآن؟ لأنني حين كنت في مثل سنِّك تمنّيت كثيرا لو انّه لدي أخت اختبرت الأنوثة قبلي لتحكي لي عن التجارب، فالمسافة بيني وبين رصانة أمي كانت طويلة جدّا. تمنيت لو أن لي أختًا تصارحني عن حقيقة المشاعر التي تتخبط في أحلامي وعن اللهفة التي تسابق الأيام والسنين والمراحل. تمنيت لو أنّ لي أختًا تحدّثني عن الموضة وعن الألوان التي تليق بنضوج جسدي، وتخبرني عن أسرار أدوات التجميل التي تغطّي دموع الخيبات حين تحفر خدود براءتي، وتخفي بثور الرغبة التي تظهر على وجهي كلّما مرّ في بالي فارس الأغاني  . تمنّيت لو أن لي أختًا قد مشت قبلي إلى موعد غرامي وعدّت الأشواك التي نبتت في خطواتها حتى أتفاداها كلّما دعتني الطريقُ إلى حلم جديد. تمنّيت لو أنّ لي أختًا، صديقة، زميلة، معلّمة،كاتبة، خالة، أمّ او أي امرأة ناضجة تشرح لي كيف أدوزن مشيتي وضحكتي وحلمي ولهفتي وحماستي ورقصتي كما يليق بفتاة تستعد للحب الأوّل وترفع سقف توقعاتها بارتداء الكعب العالي.
تمنّيت وتمنّيت ان اقرأ كتاب جميع النساء وأقتفي بكاءهن على سرير الحب وأراقب اليد التي امتدّت لتطبطب على جروحنّ فأستعين بها كلّما ضاق بي الليل.

كل تلك الأمنيات كانت قبل ان أجد الطريق إلى مكتبة أبي…

ناريمان علّوش