كتبت ناريمان علوش:
اليوم ربما يكون حديثي جريئًا بعض الشيء ولكن موضوعَه منتشر جدًّا في عالمنا الافتراضي والواقعي خلف كواليس الضوء، ويأخذ مساحة شاسعة من عتمة السرّ على الرغم من أننّا جميعنا ندركه.
لم يعُد خوفنا مقتصرًا على انحياز اطفالنا نحو شر الانفتاح الإجتماعي التكنولوجي، إنّما تعدّاه نحو بعض الكبار والراشدين ولا أعلم إن كان يمكنني وصفهم بالناضجين.
لقد قابلت العديد من الحالات والحكايا والقصص التي يتداولنها النساء في جلساتهن و التي يتبادلن فيها همومهن وخيباتهن وتجاربهن العاطفية أو الزوجية فلربما يستفدن من نصيحة ما أو يطبطبن على كتف أوجاعهن المتشابهة فتبرد الحرقة.
كانت تتنهد بوجع كبير بينما تضع يدها على خدِّها وتفضفض للأخريات:
لم أحاول يومًا البحث في هاتف زوجي، إلّا أنّ حدسًا ما شدّني نحو الفضول والنظر في هاتفه لأجد ما لا يصدّق. لقد قرأت الحديث كلّه وكانت هي المتحرّشة به، أرسلت له صورها عارية تمامًا وبعض الصور وهي بصحبة صديقاتها ترتدي العباءة والحجاب والحشمة. لم تشغلني الأسباب التي دفعت زوجي لفسح المجال لها أكثر ممّا شغلني التناقض في تلك المرأة فكيف لامرأة التزامُها أمام الناس وربّها لم يمنعها من ممارسة الغواية المحرّمة في السر .
كانت فتاة ثلاثينية جميلة اقتصرت علاقتها مع زوجي بالمحادثات الجنسية وإرسال الصور الإباحية ولا أعلم لو لم يفتضح أمرهما ما كانت ستؤول إليه تلك العلاقة.
ابتسمت إحداهن ممن كنّ ينصتن باستعطاف وقالت:
أتعلمين ما الأصعب من ذلك يا صديقتي؟ أن تكون تلك التي تحاول إغواءه إحدى صديقاتك وتكتشفين أنّ كل تلك الأحاديث تتم بينما تحضرين لهما قهوة محبتك وشاي ثقتك وأنت في عالمك البريء لا تسمعين تنهيدات الشيطان.
قاطعتهما سيّدة كبيرة في السن وقالت:
وماذا عن جارتي التي تعيش المثالية أمام زوجها وأولادها وأصدقائها ومجتمعها وقد نجحت أيضا في أن تكون مثالية في نظر عشيقها.
سألتها إحداهن: وكيف عرفتِ ذلك؟
كان زوجي هو العشيق وقرأت قصّتهما كلّها في هاتفه وحتى الآن لا يعلم أنني أعلم على الرغم من استمرار علاقتهما منذ اكثر من خمس سنوات، واستمرار علاقتها بزوجها أيضا.
كانت إحدى النساء تنصت بصمت وتسرح مع كل كلمة إلى أن كسرت سكوتها وقالت:
قال لي إنّه منفصل ولا تربطه أيّ علاقة بها منذ سنوات طويلة سوى الأولاد وأنّ طلاقهما سيتم بمجرد إنهاء المعاملات الرسمية فصدّقته وعشنا أجمل قصّة حب تكلّلت بالزواج.
سألتها إحداهن:
وما مشكلتك إذن؟
الناس يا صديقتي.. الناس لا ينظرون إلى المرأة التي ارتبطت برجل كان متزوّجا إلّا على أنّها “خرّابة بيوت”. فكيف أخبرهم بأنّ ظنونهم السيئة ليست إلّا مرآة لقلوبهم السوداء، وأنّ ليست جميع القصص متشابهة ولا كلّ النساء متشابهات ولا كلّ الرجال كاذبين .
تناوبت كل منهن بمشاركة قصّتها وغصّتها وتعددت الحالات وأساليب الغواية لكن الخيبة كانت واحدة.
في الحقيقة كان لي العديد من الحلقات التليفزيونية التي تناولنا فيها الحديث عن الأسباب التي تولّد هذه القصص إلّا أن رسائل التوعية للأسف لا تصل إلّا لجمهور نخبوي يبحث عن الوعي المعرفي والاجتماعي، ولكنني سأستغل كل المساحات البيضاء لأثير فيها كل موضوع يخدش المجتمع والمرأه.
أوّلا اطلب من كل امرأة إدراك قيمة نفسها وجسدها وإن أخطأت بسبب عدم نضوجها ووعيها فلتعتبرها تجربة تتعلم منها كيفية تحصين أنوثتها وقدسيتها.
وإلى كل امرأة محجبة فلتحترمي حجابك وسلوكك ودينك وأخلاقك وانوثتك .
وأقول للناس، إنّ بعض الظن ليس إثمًا فحسب ،إنّما جريمة وخطيئة فاحكموا على الآخرين كما تريدونهم أن يحكموا عليكم .
أما للرجل فأقول : رفقًا بقلب زوجتك ومشاعرها وكُن لها جميع الرجال فتكون لك نساء العالم كلّه.