كتبت ناريمان علوش:
قصص وحكايات كثيرة يتداولها معظم الناس من خلال الصندوق السري للعالم الأزرق وغالبًا ما يكون مفتاحها أسئلة عابرة تنكز الوجع فينزف كلَّ اعترافاته.
“لماذا منشوراتك حزينة دائما”؟
“لماذا هذا الجمال يشعر بالوحدة”؟
“من هو ذلك الرجل الأعمى الذي لا يقدّر قيمة الجمال الذي بين يديه”؟
الخ…
ولا أنكر أنّ صندوق الوارد لديّ ممتلئ بتلك التحرشات التي لا تغويني مثلي كمثل أيّ امرأة جعلها الانفتاح على المجتمع والحياة أكثر وعيًا ونضوجًا في التقاط المعنى قبل ان تلتهمه الكلمات، وصارت تكتفي بقطعة من الشعر وكأس من الموسيقى كلّما شعرت بالظمأ، إلّا أنّ بعض النساء ربّما بسبب إحساسهن بالنقص يلجأن إلى دفء الغزل بحثًا عن غلاف عاطفي يؤوي تشرّد مشاعرهن.
متى تصبح المرأة قويّة أمام تلك الإغراءات؟
لا شيء يحصّن مشاعر المرأة من ريح الغواية أكثر من ثقتها بنفسها وإحساسها بقيمة جسدها ومشاعرها، كذلك الإكتفاء العاطفي والحب والإيمان الحقيقي وليس ذلك الذي نرتديه أمام الناس فحسب.
هل يمكن للمرأة أن تكتسب كلّ ذلك بعيدًا من الرجل؟
إنّ وجود رجل في حياة المرأة يعطيها الحب والحنان ويمنح ضلوعها كل ما تحتاجه من الدفء كفيل بأن يرفعها إلى أعلى درجات العفاف وفي المقابل من الضروري جدًّا ان تشعر المرأة أيضًا بحاجة الرجل إليها. فالمرأة لا تحتاج إلى رجل لا يحتاج إليها. إنه التبادل العاطفي الذي يملأهما معًا فيكتفيان.
ولكن، من النادر جدا أن نجد مثل تلك العلاقة، فمعظم النساء ربمّا تزوجن من رجال لا تربطهن بهم أي عاطفة
او ربما سنون الزواج سرقت من العلاقة شغفها واشتعالها حتى وجدت المرأة نفسها مرتمية في أحضان علاقات افتراضية عابرة بحثًا عمّن يمسح الضباب عن قلبها.
ما الذي يجب أن تعرفه المرأة؟
إنّ ما تتلقّينه من غزل وقصائد وكلام جميل يصل يوميّا لمئات النساء أيضًا وربما من الرجال ذواتهم فلا تكوني طعمًا سهلًا. حاولي أن تنظري دائمًا إلى نفسك بعين خارجية وليس من خلال نواياكِ فحسب. لا تثقي إلّا بنفسك ولا تلجأي في لحظات ضعفك إلّا لنفسك، وإن وجدتِها اسيرة لعواطف أمّارة بالخيانة لا تترددي باللجوء إلى الله فوحده سيهديكِ إلى السّكينة والطمأنينة.
جميعنا معرّضون للخطيئة ومقاومتها هي أعلى درجات الإيمان والأخلاق، وأشهى أنواع اللذة