لا تكوني رخيصة….

بقلم ناريمان علّوش.

أعلم أنّ فئة كبيرة من الناس لن تصلهم رسائلي التي أكتبها وذلك لأنّهم لا يقرأون أو ربّما لأنهم لن يهتموا لمقال طويل لا يجدوا فيه المتعة التي يشعرون بها عند مشاهدة فيديوهات التيكتوك أو الreels على الفيسبوك والانستغرام إلّا أنني سأستمر بالكتابة فلربما كان لكلماتي أثر يقتفيه تائه ما ضيّع معناه ووجد نفسه على رصيف هذا النص.
أنا لست مرشدة إجتماعية إلّا أنني اكتسبت الكثير من خبرات الحياة من خلال القراءة والبرامج الاجتماعية المتنوعة في مواضيعها والتي أعددتها وقدّمتها بكل حرص ومسؤولية، وما أشاهده في هذا المجتمع الغريب يجعل حبري دائم التدفق والسيلان.
إلى الفتيات المراهقات أوّلًا:
تمرّ أمامي الكثير من الفيديوهات التي تُظهر فيها الفتاة نفسها بأسلوب شاذ عن الأخلاق، مثلًا كأن تتلفظ بالشتائم والكلام الذي يوحي بالإغراء والجنس واللباس الفاضح الذي يعرض جسدها بطريقة مبتذلة… أعلم أنّ ما تحتاجه هو التوعية فحسب، فمن المسؤول عمّا وصلت إليه هذه الفئة الكبيرة من الفتيات، وما السبيل إلى توعيتهن؟
ثانيًا إلى النساء اللواتي يبحثن عن الحب في علاقات عابرة أو مع عابر سرير.
وهناك نوعان من تلك النساء:
الأوّل هو المرأة التي ما زالت تجربتها عذراء فتقع فريسة أوّل كلمة حب كاذبة لتعيش من بعدها جرحًا عميقا جدًّا يجعلها تقف أمام مفترق طريق : إمّا أن تكمل البحث وتصبح طعمًا شهيًّا بين فكّي الكذبة، أو تجعل من تجربتها درسًا وحصنًا ودليلًا يسير بها نحو الطريق الصحيح، ولذلك أريد أن أشدّد على هذا الموضوع الآن وأتوجّه إلى هذه المرأة بالذات:
إن وقعتِ فريسة الخطيئة مرّة اجعلي من تجربتك درسًا تعودين إليه كلّما احتجت إلى ما يحفزّك على تقدير قيمة قلبك وجسدك ومشاعرك وتعاملي مع أنوثتك على أنّها جوهرة ثمينة جدّا لا يستحقها عابرو الأسرّة.
أعتب كثيرًا على النساء المتاحات اللواتي شوّهن صورة المرأة، وهذا هو النوع الثاني، فجعلن الرجل أكثر وقاحة في تخطّي حدوده وعدم اقتناعه أنّ هناك نساء يرجمن الخطيئة قبل أن تلوّح لهن بغوايتها، وأعتب على الرجال الذين يمارسون أساليب رخيصة وتمثيليات متقنة من أجل الوصول إلى جسد المرأة وإطفاء رغبتهم دون الشعور بأدنى إحساس بالذنب أو الإثم.
إلى كلّ رجل من هؤلاء أو بالأحرى ذكر أقول : كم جميل أن تعامل المرأة كما تتمنى أن تُعامَل أختك وابنتك وأن تكون صاحب مبدأ لا يقترب من النساء المحصنات أو العذراوت والبريئات ولا يبتكر أساليب دنيئة لتحقيق غاياته.

وأعود إلى المرأة لأقول، حين تحافظين على جسدك وقلبك ومشاعرك ستشعرين بالنصر دائمًا وحين تقفين أمام مرآتك ستلمع في عينيك قدسية أنوثتك وستبقين ملكة في نظرتك لنفسك وجوهرة في نظر المجتمع.
فكوني ملكة وجوهرة ثمينة… كوني ذكيّة.

#ناريمان_علوش