مساؤكم جميل كحضوركم..
جانب معالي وزير الثقافة راعي الاحتفال ممثلا بالاستاذ سليمان خوري.. جانب الأخوة والأخوات والأساتذة الشعراء
والحضور الكرام.. اهلا وسهلا بكم جميعا..
أنا لا أمشي عكس التيار، لكن، مبخرةَ الزّمن تستحضر تاريخا قد تسرّب الى تربة الرّحيل .. أسمع تنهيدة الحرف بين الأوراق الممزّقة.. أسمع صرير الأقلام وصراخها على أعتاب ما أقفلته رياحُ التكنولوجيا.. أُلملم رماد الأماكن المهجورة بعد أن أحرقتها دموعُ من ودّعوها بغُصّة الحنين..
أنا لا أتوارى خلف ظلال الماضي ولا أتجاهل مرايا الغد الآتي.. أنا ، لا أتبنّى أحلاما نائمة في صمت النّعاس، ولا أرسم خيالاتي على طريق قد مسحت ملامحه عجلة الخُطى ..
كل ما أتبنّاه هو نداءً يتخبّطُ في دواخلي… ربّما هو نداءُ روحِ جبران حين تصلي للمحبة والحرية والتسامح والعطاء..أو صوت درويش في قصيدة يعزفها على بُحّة الوطن… ربّما… كان إيمانُ نزار في أن الحب يمشي على الماء ولا يغرق…
كلُّ ما في داخلي ينبض بفكرهم… بصوت الورق حين يستمع الى شغف نظراتي… كلُّ ما في داخلي يؤمن أننا على موعد مع العودة.. العودة الى أئمّة الورقة و القلم..
وكلّما أغمضت نظري وسمعي وكلامي عن شاشة الضوء … شعّ الورق بإيماني فيه وبزمن لن يموت حاضره في أروقة التاريخ.
ولأن الولادة هي نبض الاستمرارية، نزرع في رحم الحرف جيناتِ المعنى ونحتفي باشراقة الورق من وراء
الظلال.. فاليوم تشرق الأنامل نورا على عتمة الجسد لتكتب قصيدة من ضوء وعمرا من أمنيات..
أناملُ فوق الجسد.. معزوفة الروح حين تتعرّى من جلد الحكاية لترتدي عذرية أنملة ما زالت على قيد الربيع…
وفي ظلّ هذه القصيدة الروحية اليوم.. سأطلق خيالاتي الرّحبة من كراريس العتمة وألفّها بأنفاس حلمي العتيق لتكون سلسلة ناريمانيةَ الايمان بالحرف وبكم.. فشكرا لأنكم هنا في نبض حرفي الحالم ..
مبارك للشاعر ابراهيم عودة مولوده البكر.. مبارك لدار ناريمان لأنها القابلة القانونية التي على يديها ولد هذا المولود.. مبارك لك يا صديقي..
ختاما شكرا لهذا الصرح العريق، شكرا لبلدية سن الفيل التي تعوّدنا أن تكون ملاذا للشعر من حرّ الظلام..
شكرا لكل الأصدقاء الأساتذة الشعراء المشاركين .. وشكراً لحضوركم جميعاً.