“لبنان أكبر”… الإصدار الحادي والعشرون للشاعر والإعلامي حبيب يونس

“لبنان أكبر”… الإصدار الحادي والعشرون للشاعر والإعلامي حبيب يونس

في رحاب المهرجان اللبناني للكتاب، الذي تنظّمه الحركة الثقافية في أنطلياس، وتحت سقف جناح حركة “تجاوز”، أطلّ الكاتب والإعلامي حبيب يونس على قرّائه بإصداره الحادي والعشرين “لبنان أكبر”، حيث امتدّ حفل التوقيع من السابع من آذار 2025 حتى إسدال الستار على فعاليات المعرض، وسط حضور لافت لنخبة من الوجوه الإعلامية والسياسية والثقافية والفكرية.

أسرة جريدة “الأندلس” تهنّئ الشاعر على هذا المنجز الأدبي، وتغزل له من الدعوات مزيدًا من التألّق والإبداع.

وللاقتراب أكثر من هذا العمل، كان لنا معه هذا اللقاء…

س- مبارك إصدارك الشعري الجديد لبنان  أكبر… هل فعلًا لبنان أكبر؟ أكبر مماذا وممن بالتحديد؟ أكبر من السياسة؟ الأحزاب؟ الطوائف؟… 

ج- ألف شكر لتمنياتك. هو الكتاب الحادي والعشرون في مسيرتي الأدبية، وثمة مزيد كثير بعد. “لبنان أكبر” هو إعلان انتماء راسخ بهذا الوطن العظيم بتاريخه وتراثه وحضارته وعطاءاته للبشرية جمعاء، وبشعبه أيضًا، منتقص منه بضعة سياسيين وتجار ومسوخ أحزاب. وهو أكبر من كل الجهلة بالتاريخ المصنفين مؤرخين أو كتابًا ومفكرين، لأنهم يطمسون حقيقة ريادة لبنان عبر التاريخ من أجل أهواء سياسية أو عقائدية. لبنان فكرة ورسالة قبل أن يكون جغرافيا، علمًا أن من يدعون أنه جزء من كل أو خطأ تاريخي وجغرافي، إنما يجهلون أن حدوده القائمة اليوم، رسمها الله في الكتاب المقدس، في سفري يشوع والقضاة، لا بل اقتطع الانتداب منه أجزاء كبيرة، جنوبًا وشرقًا وشمالًا.

س- هل تكتب عن الوطن من موقع المحب، الغاضب، المتألم، أم الحالم؟

ج- أكتب من المواقع الأربعة معًا. موقع المحب لأن المحبة أساس في تربيتي، على ما تعلمت من القديس القرطاجي أغوسطينوس: أحب وافعل ما تشاء لأن من يحب لا يفعل سوى الخير. موقع الغاضب لأن غضبي من فئة الغضب المقدس، لا من فئة الحقد، وهو غضب على كل شواذ وتشويه وافتراء وكذب، وهو غضب ينتصر للحق والحقيقة، فنتحرر. موقع المتألم لأن من يستشهد أخي، ومن يصاب أخي، ومن دمر بيته أو قريته أخي، هذا أوان الألم النبيل جراء جراح نبيلة. موقع الحالم، لأنني تمرست في الحلم عملًا بنصيحة الكبير سعيد عقل: “لْحِقْت وبدَّك تحلم، ما تحلم إلَّا كبير”. 

س- هل تأثرت قصائدك في هذا الديوان بما مر فيه لبنان من حروب وأزمات؟ هل تشظّت القصيدة؟

ج- ما أصدرت هذا الديوان إلا لأعبر عن رفضي لما حل بلبنان، ولألعن سياسيات دول القرار التي تريد أن تلغي لبنان، ولأحث الشعب اللبناني على معرفة نفسه وتاريخه، فيواجه هذه المؤامرات متضامنًا موحدًا واحدًا أحدًا. أما القصيدة، أي قصيدة، فليست إلا تشظيات، ينصهر فيها اللا واعي بالوعي التام، وتختلط فيها الأحلام بالمشاعر والوقائع والمستحيلات.

س- كيف ترى دور الشاعر اليوم في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان والعالم العربي؟

ج- لم يتغير دور الشاعر، عبر التاريخ، مذ كان الشعر. الشاعر هو الضمير، أو كما قال لي مرة جوزف حرب: الشعر هو الخلاص. إن لم يكن الشاعر ضميرًا ومشروعًا خلاصيًّا، لا يُعدُّ شاعرًا… لنقل ساعتذاك إنه متسكع على طاولة في مقهى، أو متعلٍ منبرًا تتقيأه خشباته، أو “كمالة عدد” في منتدًى أو لقاء، أو رجل علاقات عامة يسعى وراء الصورة أو الجائزة. 

س- ما هي رسالتك إلى الشعراء؟ والقراء؟

ج- رسالتي نابعة من إيماني بالكلمة، وهي البدء، وهي الكل. بالكلمة نواجه وننتصر. إجرح القلب، قال الياس أبو شبكة، واغمس ريشتك، أيها الشاعر، بالدم والدمع، فتهدي إلينا الفرح مبرعمًا في القوافي، فتقطفه العيون لتحيا به.