“أندلس”… قصيدة لمردوك الشامي…

أندلس

الشاعر والإعلامي مردوك الشامي 

رَتـَقتُ هُدبينِ من صَحـوٍ ومنْ نَـعَـــسِ
لأقطـعَ الدربَ بيـن الفجــرِ والحـَــرسِ

كـان الطريـقُ إلى ذاتــي يــُـــؤرّقنـــي
والعتـمُ يســــكنُ في حبـري وفي نفسي

ويكثــر النــاسُ من حـولي ولا أحـــــدٌ
إلاّ وينهــبُ منّـــــي صهــوةَ الفــــرسِ

حاولــتُ ســتّين من عمــري أسـايرُهمْ
فاشـــتدَّ حــولي طواعاً هـاجسُ المَرَسِ

ما كنـتُ يـومــاً أنـا ، شــعري وقافيتـي
كانـا لغيــري فتــاهتْ رنّــــةُ الجـَــرَسِ

كنتُ الـوديـعَ ، كـأنّ الحقـلَ يسـكنُ بـي
كأنّنـي القمـــحُ فـي طاحونـــةِ الهَــوَسِ

بينــي وبين رغيفــي ألــفُ مقصلـــــةٍ
قصّـتْ لساني وكم عانيـتُ من خرسـي

واليومَ أخرجُ من جلــــدي وبي جلـَــــدٌ
أنْ يصفـعَ الكــفُّ وجهَ العابـثِ الشَرسِ

أقـولُ للأعـــورِ الدجّــال عــــــورتُـــهُ
أنّـا شــــعوبٌ مشــتْ في رَكبـهِ النجسِ

وطأطـأتْ لا ترى فـي الصمتِ ذلّـتــها
وأسـلمتْ عنقـَهــا طــوعـــاً لمفتـــرس

في البئــرِ كنّــــا يتامـى ، كلّـنا غنــــمٌ
والذئـبُ أوكلَ عشـبَ الأرضِ للعَسَسِ

وقيّــدَ النهــرَ والأشــجارُ ذاهلـــــــــةً
تحنـي الرقابَ لمـرمى فأسِـهِ الدنِـــسِ

بلادُنا اليومَ ضاعتْ ، حيـنَ دمعتنــــا
ما زال تجري أسـىً مـنْ فَقْـدِ أندلـسِ

يمكنكم تصفّح العدد الأوّل من جريدة الأندلس الأدبية عبر الضغط هنا..

العدد الأوّل من جريدة الأندلس