في عالم الشعر، حيث تمتزج الصورة بالرمز وتتحوّل اللغة إلى نبضٍ يلامس الوجدان، يطل الشاعر مارون الماحولي عبر مجموعته الجديدة “خلخال الميّ”، ليقدّم قصائد تنبض بجماليات المحكية اللبنانية وعمقها الرمزي. في هذا الحوار، يأخذنا الماحولي إلى ضفاف النهر، حيث تلمع القصيدة على كاحل الشجرة، ويحكي عن تأثره بكبار شعراء المحكية، وتحديات الكتابة بلهجة تصرّ على أن تكون شعرًا لا يقل فخامة عن الفصحى. فإلى التفاصيل…
يحمل عنوان “خلخال المي” بُعدًا رمزيًا وجماليًا؛ فهل يمكنك أن تحدّثنا عن رمزية هذا العنوان، وما يمثله داخل سياق النصوص؟
“خلخال الميّ” مجموعتي الشعرية الصادرة في العام 2025، والبعد الرمزي أخذته من قصيدة في المجموعة تحمل العنوان ذاته وأقول:
خِلخال الميّ
والحَور نازل عالنّهر
ع روس صابيعو… زهر
ولمّا دعس بالميّ
ما طرطشن… علّا تيابو شويّ
ودغري لَمَع ع كاحلو سنسال
يرقص متل: غِرْق القمر… وانشال
هيدا النّهر من غَمرتو للحور
لبَّس ع إجرين الشّجر خِلخال
من سياق هذه القصيدة التي تحمل صورة مشهدية ومركّبة يبرز خلخال الماء من خلال لمعان الماء على كاحل شجرة الحور في النهر عبر ضوء القمر الذي يتلألأ في الظلام.
سعيد عقل من أبرز من كتب بالمحكية اللبنانية وأعطاها شرعية شعرية وثقافية، كيف ترى تأثيره على تجربتك، وهل تعتبره مصدر إلهام في اختيارك الكتابة بالعامية؟
– في الشعر بالمحكية اللبنانية عظماء عبروا، ومنهم سعيد عقل. وقد سبق وذكرت بكتابي “هو الشِّعر بين الفصحى والمحكية” الصادر في العام 2022، سلسلة غير منقطعة من شعراء المحكية اللبنانية من رشيد نخلة مرورا بميشال طراد وسعيد عقل وغيرهم… ولكل شاعر ما أضافه من جمالات وجديد.
أما بالنسبة لما كتبته، فقد باشرت الكتابة وكنت بعيدًا من التجارب الشعرية المذكورة، لذلك رحت أجدني على الورق ومن بعدها رحت أقرأ اشعار الجميع. إلهامي الأول هو ما يضج بقلبي وفكري وبالي ويتشظى حروفًا على الورق، مع إعطاء الأولوية للقراءة والاكتساب ومن ثم الكتابة.
ما هي الإشكالية التي تراها اليوم في وسط شعراء المحكي والقصيدة المحكية؟
– الإشكالية اليوم وكل يوم، في الشعر المحكي وفي كل شعر في كل لغة هو تجاوز المألوف والسائد. أن نأتي بقصيدة جديدة مدهشة مبتكرة أصيلة هو الهم الاكبر.
ما هي الرسالة التي توجهها إلى شعراء المحكي؟
وإلى القراء؟
– لست بموقع يخولني توجيه الرسائل… كل ما أتمناه أن يكون الشاعر قامة أخلاقية وإنسانية وشعرية، وأن يبقى الشعر حاجة للجنس البشري وليس ترفًا.
فائق الاحترام والمودة
مارون الماحولي- لبنان 2025