دم لا يسيل على الأرض. ..
“غزة”
الشاعر عبد الله بو بكر
………
هذا دمٌ لا يسيلُ على الأرض
إنما يصعد عالياً نحو القلوب
المسافةُ بين قتيلٍ وآخر .. طعنةٌ من الخلف
الرصاصة حبّة موتٍ
تلاحق الهواء..
تضرب السماءَ والرؤوسَ العالية
الصلاةُ.. حبل نجاةٍ يجرح الأصابع والأيادي الراجفة
هناك دميةٌ تنزف تحت الركام ..
لكنها لا تموت ..
هناك صوتٌ يرنّ في مغارة الألم
عيونٌ تتساقطُ
وتتدحرجُ على شارعٍ من الحصى والدموع
البيوتُ تئنّ..
تحيط بأبوابها كي تظل واقفةً
وتواسي حجارتها الصابرة
أما الحدائق.. فلا تزال تضم الصغار إلى وردها
الذي صار يسير في الجنازات
ويقف وحيداً على شواهد المقابر
تلك غزة..
ابنة الأرض الشهيدة ..
لم تجد زوجاً ولا أخاً
أو حبيباً يزرع في رمالها الماءَ والأنهر..
لم تدخل بيت طاعةٍ
ولم تبنِ فوق ترابها القصورَ والتماثيل السائلة ..
لم تقبّل اليدَ التي تحمل الخطايا
وتصافح النارَ والمحارق..
تلك غزة
مدينة النشيد الذي يلمع في الشفاه
بلادٌ تعيد ترتيب الحكاية ..
من النهاية إلى البداية ..
من آخر نقطة دمٍ ملوّن
حتى آخر نقطة
هناكَ على السطر الأبيض ..