أَهْرمان
هو إله الشّر والظلام في الأسطورة الفارسية القديمة..
الشاعر ناجي حرابة (السعودية)
تقول الخطيئةُ عن (أهرمانْ):
لقد كانَ بارئها من قديم الزمانْ
وقدْ جدَّ في فَركِ غِسْلِينها في النّفوسِ
إلى أن تشرَّبَ ويلاتِها الثّقلانْ
كانَ أرمى على الكُرهِ
من كل ما قد رماهُ (كُيُوبيدُ)
في قلبِ كل الخلائقِ
أمضى من السّحرِ
في خفةٍ وافتتانْ
تقولُ الخطيئةُ
وهي تُفيضُ على النارِ من روحها
نَتناً نازفاً
بالأسى واللّظى والدّخانْ:
أنا من أخذتُ ذراعَ ابنِ نوحٍ
وآويتهُ جبلاً من هوانْ
أنا من تحمَّلَ (قابيلُ) من أجلِ لفتتها فَرْيَ حبلِ الأخوةِ
ها قد أتانيْ
تَسوقُ إرادتَهُ فتنةُ الحبِّ
يَقدحُ شهوتَهُ عنفوانْ
أتى حاملاً جرةً من دماءِ أخيهِ
ومجمرةً من فؤادِ أبيهِ
ومن أُمّهِ حزمةً من حنانْ
تقولُ الخطيئةُ والجمرُ في فمها علكةٌ:
إنني من رميتُ (بيوسفَ) في الجبِّ
من قُدتُ (فرعونَ) حتى طغى
من كسرتُ رباعيّةَ (المصطفى)
من حشدتُ المغولَ إلى الأنضولِ
وغرَّرتُهمْ بالمروجِ الحسانْ
قلتُ والهمُّ قد نبتتْ دمعتاهُ
وسالتْ على حرِّهِ الوجنتانْ
-قلتُ- ماذا تُحبينَ من بين كلِّ الدِّنانْ؟
قالتِ:
الحربَ مُسْكِرةً
والموازينَ مقلوبةً
والمجاعةَ وهي تُقيمُ مآدبَها للجياعِ
وينبوعَ ماءٍ شحيحٌ
وطوفانَ غدرٍ بلا فُلُكٍ يحملُ الصادقينَ
ووسوسةً غضّةً أنجبتْ فتنةً لا تضاهى
وسُورةَ حمدٍ مجرَّحةً بالجحودِ
وجُثَّةَ نايٍ
ومفردةً من كتابِ المحبينَ تذويْ
وريحانةً صَرَختْ في اغتصابٍ مريرٍ
وقلبًا تنفسَ من رئةِ الحبِّ يقضي انتحاراً
وشالًا رمتهُ الصبايا على الدّربِ يَنحبُ
والبردَ في زمنٍ قد تعرَّى
و(شقشقةَ هدرتْ ثم قرَّتْ)
وغارةَ بارجةٍ سحقتْ غصنَ زيتونةٍ
والنَّمائمَ وهي تصيدُ الحمائمَ بالمكرِ
والأملَ المستريبَ الجبانْ
قلتُ: من (أَهْرَمَانُــ)ـكِ ذاكَ الذي شَقَّ صدرَ الحياةِ
وأهرقَ نهرَ الأمانْ؟
قالتِ: الآدميُّ هو (الأهرمانْ)
ناجي حرابة
من ديوان (سَفرٌ في الذوات)
يمكنكم تصفّح العدد الأوّل من جريدة الأندلس الأدبية بالضغط هنا…
✵✵✵