كتب الأديب د.عماد فغالي:
ذاتُكِ الأدب
إذا كان الإبداعُ في مفهومي، قولَ مألوفاتٍ بأسلوبٍ غير مألوف، فإنّ القولةَ هنا تخطٍّ لهذا التعريف. المسألةُ هنا تجاوزُ القولَ إلى تفتّقٍ إبداعيّ، طالَ مادّةَ الكتابةِ الأكثرَ شيوعًا، عنيتُ الحبّ…
منذ العنوان، إشكاليّةُ غزل وثقافة. الكاتبةُ امرأةٌ، شاعرة، تتوجّه إلى رجلٍ لفتَها… بدايةُ تعلّقٍ به. لكنّه رجلٌ يقرأ. تروحُ في مفرقٍ ضيّق، تأخذُ “غزلَها” نحو ارتباط الحبّ بالفكر أجرؤ فأقول.
وتطالعُنا المؤلّفة بمواهبيّةٍ خارقة، فرادتُها توقيعٌ في حدّ ذاته. علقتْ في ذهني منذ “إلى رجلٍ يقرأ”، ناريمان علّوش تقودُ نحو تميّز.
دعيني يا سيّدة أقرّ أَنِّي انسلختُ إلى كتابكِ انسيابًا غَيْرَ طوعيّ. قرأتُ جمالاً عشقتُه، منذ الحبكةِ والعقدة، إلى ضوئيّةِ الحلّ، في كشف ذاتكِ مرآةَ حبيبةٍ في سياقٍ ثقافيّ، تلوّن عمقَ فكرٍ معتّقِ الخبرة الإنسانيّة المعصورة بالألم، مصهورة بتكوّنٍ فلسفيّ وضع حالةَ الحبّ في خانةِ الإيديولوجيّات. حسبُكِ أجدتِ…
انتقالكِ من النصّ السرديَّ، من سياقٍ روائيّ جاذب، بل شامل، عنوانُه على الكتاب، إلى عالمٍ آخر، إلى شعر، بعنوانٍ مختلف: “حلمٌ من ضباب”، جاء أيقونةَ إبداعٍ كم أهدتْ إعجابات: “حينها أدركتُ أنّ الحلم انتهى وأنّ الرجل الذي يقرأ ما زال على قيد الغياب. نظرتُ إلى طاولتي فوجدتُ دعوةً إلى توقيع ديواني “حلم من ضباب”… الذي تشكّلَ جزءًا من “إلى رجلٍ يقرأ”، لم يتحوّل منه إليه، بل صاره، وحسب. صار إليه متسرّبًا نحو ساميات الفكر الإبداعيّ…
ناريمان، دعيني لا أدخلُ في امتلاكاتكِ النصيّة التي تقدّمينها خلوًّا من كلّ نقص. دعيني أقولُ لكِ: إلى “كلّ كتابٍ وأنتِ أجملُ” في ما تزيّنينَ مائدةَ الكلمة من ذاتكِ الأدب….
في ٢٣ آب ٢٠١٩